ان وراء الأكمة ما ورائها
قبل ان أبدأ بعرض هذا المقال لابد من تذكير اصحاب العقول المحنّطة من هواة رفع الشعارات البالية الذين ما زالوا يعيشون في مهاجع واقبية ومتاحف (الحرب الباردة) يتابعون تكرار استخدام مصطلحاتها ورموزها التي انتهت صلاحياتها، كما هو الحال في المحاولات البائسة لتفسير احداث وظواهر تجري اليوم عن طريق استخدام تعابير توحي بالمعرفة وهي في الحقيقة تثبت ان صاحبها الذي يدعي العلم والمعرفة والثقافة هو شخص ممعن في الجهل ويمارس مهمة التجهيل حين يفسر كل ما استعصى على حدود معرفته الضيقة بعبارة (كانت مؤامرة!) عبارة شائعة يغطي باستخدامها كل الظواهر الاجتماعية والسياسية والحركات والاحداث الدولية، فالمؤامرة عملية مجهولة تتناول الشأن العالمي المجهول أيضاً، انها دولية المنشأ والأهداف، والشخص او الكائن الذي يشبه المثقف، او شبه المثقف، يطيب له استخدامها على هذا النحو لأن كل ما هو دولي يقترن بالتعقيد وتشابك العناصر بحيث انه يفلت عن التعريف والتوضيح رغم ان الاشارة الى كونه مؤامرة دولية ستحفظ له رغبته الدفينة بانه ما زال يمتلك بعدا لا يدركه الآخرون لكونهم لا يعرفون تفاصيل المؤامرة. Continue reading