توقيف البليونير الروسي (فيكتور فيغسيلبيرغ) في أحد مطارات (نيويورك)
حين سعت الولايات المتحدة الأمريكية لمعاقبة روسيا في شهر حزيران عام 2018 لتدخلها بالانتخابات الأمريكية او العملية الديمقراطية للنظام الأمريكي فاستهدفت عقوباتها الأثرياء الأوليغارشيين الروس او اولئك الذين راكموا ثرواتهم من خلال حكومة فلاديمير بوتين. وتبين الآن ان أحد هؤلاء الرجال هو (فيكتور فيكسلبيرغ) الذي انفرد بعملية التحقيق معه من قبل المحقق الخاص (روبرت مولر). اذ جرى توقيف البليونير، ورجل الأعمال، من قبل وكلاء تابعون للحكومة الفدرالية يعملون ضمن لجنة التحقيق الخاصة التي يقودها (مولر) وذلك ضمن أحد مطارات نيويورك، حيث جرى تفتيش اجهزته الإلكترونية واستجوابه. لقد تمت هذه المواجهة إثر نزوله من طائرة خاصة قبل حوالي شهرين من الآن.
ولا يوجد دليل على ان السيد مولر يشك في ان السيد (فيكتور فيكسلبيرغ) قد ارتكب خطأ ما.
لقد كان السيد (فيكسلبيرغ) أحد الحضور الذين شاركوا في احتفال تنصيب الرئيس ترامب العام الماضي. والاهتمام الناشئ بهذه الشخصية يدل على ان اللجنة الاستثنائية الخاصة بالتحقيق قد كثّفت جهودها لكشف التواصل المحتمل بين الأوليغلرشيين الروس ولجنة ترامب التي كانت تدير حملته الانتخابية والاحتفال بتنصيبه.
ورغم ان لا أحد يعرف تماما ما الذي دفع المحقق الخاص، السيد مولر، الى الاشتباه بالسيد (فيكسلبيرغ) سوى ان انتشار اخبار مصالحه التجارية الواسعة، والتي ستكون بالإضافة الى حضوره الاحتفال بتنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، من النقاط المحتملة التي سيتفحصها المحقق. كما ان (فيكسلبيرغ) كان أحد الحاضرين ضمن حفل العشاء الرسمي في شهر كانون الأول عام 2015 في روسيا، حيث كان ايضا (مايكل فلين) اول مستشار للأمن الوطني الأمريكي من بين الحاضرين والذي كان جالسا الى جوار بوتين. وأقامت دعوة العشاء القناة التلفزيونية RT التي يمولها الكرملين. وجرى ابعاد (فلين) من ادارة ترامب بعد أسابيع قليلة من حفل تنصيب ترامب لموقع الرئاسة الأمريكية، وذلك بعد تسريب معلومات انه ضلل نائب الرئيس الأمريكي ومجموعة أخرى حول محادثاته مع السفير الروسي في الولايات المتحدة حينذاك. ولقد اعترف السيد (فلين) بذنبه في شهر كانون الثاني وانه اعطى معلومات كاذبة الى FBI، وهو حاليا يستجيب للتعاون مع المحقق الخاص (مولر)، الذي يتبقى عليه ان يكشف الغطاء عن القضية الهامة اللاحقة وهي النشاطات التجارية الخاصة بالسيد (فيكسلبيرغ)
الموجودة في (قبرص)، البلد المعروف بجذبه للأموال الروسية، حيث يسيطر (فيكسلبيرغ) على شركة تعتبر بمفردها من أكبر المالكين لأسهم (بنك قبرص- Bank of Cyprus)، وفي نفس الوقت الذي كان (فيكسلبيرغ) يستثمر في البنك القبرصي كان (ويلبور روس – Wilbur L. Ross) نائب رئيس الشركة، والذي سيصبح في المستقبل وزير التجارة في حكومة ترامب.
بطاقة الدعوة لاحتفال تنصيب ترامب والمخصصة للسيد (فيكسلبيرغ) كان قد اشتراها له أحد اقربائه، الأمريكي (اندرو انتراتر –
Andrew Intrater.)، وهو رجل اعمال من نيويورك تبرع بمبلغ $250,000 لاحتفال تنصيب ترامب، كما تبين سجلات حملة ترامب الانتخابية.
ولقد استجوبت لجنة التحقيق التي يقودها مولر السيد (اندرو انتراتر) ولكن لم يظهر ما يدل على شبهات حوله. والسيد انتراتير هو الرئيس التنفيذي لشركة (كولومبس نوفا- Columbus Nova) وهي مؤسسة لإدارة الاستثمارات، وأكبر زبائنها هو (مجموعة رينوفا – Renova Group) التابعة للسيد (فيكسلبيرغ) والناشطة في مجال الطاقة. وفي مرحلة مضت، تبرعت هذه الشركة (مجموعة رينوفا) بمبلغ بين
$50,000 – $100,000 الى مؤسسة (كلينتون) الخيرية.
السيد (فيكسلبيرغ) تقدر ثروته، حسب (فوربس- Forbes) ب 13 بليون دولار وجمع ثروته عن طريق النفط والمعادن ومع ازدياد ثروته احتفظ بعلاقات وثيقة مع الكرملين. وهو يعتبر من الاوليغارشيين الروس الذين استطاعوا ان يحافظوا على تلك مع بوتين، وفي عام 2010 عينه الرئيس الروسي آنذاك، (ديمتري ميدفيديف) ليقود انشاء مشروع تكنولوجي وتجاري قرب موسكو. ولأنه كان يحظى بعلاقة مفضلة مع بوتين ومن بين سبعة اوليغارشيين في دائرة الكرملين الذين اصابتهم عقوبات ادارة ترامب الأمريكية في شهر نيسان.
ان قرار ادارة ترامب لاستهداف السيد (فيكسلبيرغ) و (مجموعة رينوفا – Renova Group) بالعقوبات تؤكد علاقته الوثيقة مع الكرملين. ان هذه العقوبات – الموجهة ضد سبعة من أثرى اثرياء روسيا وشركاتهم التجارية بالإضافة الى 17 من القادة الحكوميين- كانت تستهدف من أثرى عن طريق حكومة بوتين.
ومع ذلك فان السيد (فيكسلبيرغ)، الأوكراني الأصل، كانت له علاقات تجارية ولمدة طويلة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام 1990 قام بتأسيس شركة (رينوفا- Renova) كمشروع روسي-أمريكي مشترك وذلك بحسب أرشيف لموقع الشركة. وفي مرحلة ذوبان الجليد بين روسيا وأمريكا التي نظمتها هيلاري كلينتون عندما كانت وزيرة للخارجية، عيّن (فيكسلبيرغ) في مركز ليساعد في جذب مستثمرين من (سيليكون فالي – حيث تتركز أكبر شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا) للقدوم الى الحديقة التكنولوجية خارج موسكو والمعروفة ب (سكولكوفو -Skolkovo.)، كما ان (فيكسلبيرغ) ساهم بالتبرع الى (فورت روس – Fort Ross) وهي حديقة في ولاية كاليفورنيا كانت موقعا في القرن التاسع عشر للمستوطنين الروس.
بعد ان كون (فيكسلبيرغ) ثروته في التسعينيات من وراء الألمنيوم والنفط في سيبيريا، قام هو وشركاء آخرين في عام 2003باستكمال اكبر صفقة في التاريخ الروسي حتى ذلك الوقت وذلك بإقامة مشروع مشترك لضخ النفط مع شركة النفط البريطانية BP سميت ب TNK-BP. ولكن بدأ الشك يتسرب لدى المسؤولين التنفيذيين في BP من ان الشركاء الروس لهم ارتباطات وثيقة مع F.S.B. الجهة الاستخباراتية التي ورثت مهام ال K.G.B وفي احدى الخلافات مع الروس تم اجتياح مكتب ال BP من قبل ضباط البوليس وهم يحملون بنادق هجومية في موسكو.