نرجو مشاهدة الفيديو على الرابط التالي قبل قراءة التعليق، وشكراً
كلام القس “طوني صباغ” عن ان :” نحنا مين من طلع رئيسنا كمسيحيين، نحنا بنحبو ومنتعامل معو” يذكرني بالقول الشعبي :” نحنا كلّ من تزوج امّنا سنسميه عمّنا” .
مشكلة القس طوني انه جعل نفسه ناطقاً باسم كل المسيحيين في العالم واعتبر ان المسيحية هي دين يدافع عن السلطة الدنيويةلأنها، اي السلطة ، تستمد شرعيتها من الله مما يجعل العلاقة بين الحاكم والمحكوم علاقة مقدسة وابدية. وكان القس طوني يدلي بتصريحاته تلك لمراسل الوكالة الفرنسية “راكان المعايطة”, والذي بدوره لم يبذل اي جهد يذكر للتعريف بالجالية السورية في مدينة “الن تاون” سوى ايراده بعض الارقام الخيالية والمواصفات الملتسبة التي تسيء الى مهنة الصحافة والوكالة الفرنسية للأنباء التي يمثلها, ويبدو ان شغفه في الاثارة الاعلامية كان قوياً جداً حين وصف بلدة “الن تاون” في ولاية “بنسلفانيا” الامريكية بان الامريكيين يلقبونها ب “أسد لاند” قالها وكانه يحقق كشفا صحافياً لا يليق الا ب “راكان المعايطة”.
القس طوني وصحابته من امثال عزيز وهبي أحرار في اظهار عواطف الحب والولاء للأسد، أحرار في الاصغاء الى توصيات بشار الجعفري، سفير النظام المتورط بمتابعة شؤون البعثة السورية لدى الامم المتحدة، ولكن لا بد من توضيح بعض القضايا او المقدمات التي رافقت نشوء المسيحية والتي يبدو من خلال مقدمة حديثه ان القس يجهلها تماما او يتجاهلها أو ربما يرفضها ويتنكر لها خشية ان تضعه في موقف قد يحرجه في علاقته المقدسة مع سيده بشار.
ان دعوة المسيحية للتسامح بين الناس لا تعني بالضرورة ان المسيحية تدعو الى قبول الظلم والاستبداد كما يشتهي القس طوني، فالمسيحية منذ نشأتها كانت دعوة للوقوف في وجه الاستبداد والفساد كما وقف السيد المسيح في وجه الفريسيين مستخدماً حتى العنف لطردهم من هياكلهم، لقد حوّل هذا التحدي المسيحية الى “ديانة المظلومين” الذين تحملوا كل أشكال الاضطهاد على يد الاباطرة الرومان طوال القرون الثلاثة الاولى تقريبا منذ مرحلة النشوء وحتى قدوم قسطنطين وتبنيه الديانة المسيحية.
ان الذي ساعد على انتشار المسيحية لم يكن أبداً مناداتها بالخنوع والاذعان كما يحلو للقس ان يصف أخلاق المسيحية ولأنه يريدها اليوم ان تخدم مساعي الأسد للبقاء في السلطة وتساعده في اخضاع الشعب السوري وقبوله بسطوة جلاديه، اي ان يسلك المسيحيون سلوكاً يتناقض مع مبادئ ديانتهم التي تنادي بالاستقلال التام عن السلطة السياسية، عن النظام الحاكم الذي تتحكم أجهزته القمعية والأمنية في كل مفاصل نشاط المجتمع السوري السياسية والاجتماعية والدينية، وعلى ذكر انشطة المجتمع السوري الدينية لابد لي ان اذكر مشاهدتي الشخصية كما حصلت حين كنت اقوم بزيارة لسوريا عام ١٩٩٣ وكنت بصدد لقاء بعض الأصدقاء بعد غياب طويل في حي الحميدية حيث تقع مطرانية الروم الأرثوذكس، وكانت تكتظ في سماء الشارع اليافطات الكبيرة، سألت صديقي عن المناسبة فذكر لي ان اليافطات وضعت ترحيبا بقدوم احد الشخصيات الدينية البارزة لزيارة المطريانية، ودفعني الفضول الى الاقتراب من تلك اليافطات لقراءة ما كتب عليها ولم اتفاجأ حين وجدت ان الأثنتين أو الثلاثة الأولى في المقدمة كانت مخصصة لتقديم كل آيات الولاء من قبل الطائفة الأرثوذكسية ليس للسيد المسيح بل للقائد الى الأبد حافظ الأسد، طبعاً البقاء الى الأبد، لبشار ومن قبله حافظ الذي رحل رغم الدعوات بديمومته، فكرة تنتهك قواعد الطبيعة
والاديان وكذلك الأخلاق. فاتعظ ايها القس الذي يكاد يسجد لبشار من اجل التعامل معه ولا تكن منافقاً كالفريسيين.
يونادم