الحزب القومي السوري وطبيعة النزاع الدائر في سوريا

الحزب القومي السوري وطبيعة النزاع الدائر في سوريا

تنويه: أتوجه بالشكر الى الأستاذ (جاك بابا) لدوره المحفّز في انجاز الموضوع التالي:

من المفيد ان يستعيد المرء ما ذكره الراحل (مهدي عامل) حول نمط التفكير او المنطق الخاص بموضوع الطوائف اذ قال ” لا يتم نقض الطائفي بالطائفي، لا في الفكر ولا في السياسة، بل به يتعزّز حتى لو كان نقداً. لا تناقض بين الطائفي والطائفي
حتى لو بدا بينهما تناقض، حيث لا تناقض بين أطراف متماثلة، لا اختلاف بينهما بل ائتلاف يضعها جميعاً في طرف واحد.”

Continue reading

أبناء السجون وأبناء الجواري

د. كمال اللبواني: كلنا شركاء

قُدّر لي منذ شبابي أن أعارض النظام البعثي المستبد محاولا نشر ثقافة الديمقراطية ، ثم تحولت للثورة عليه عندما أصبح نظاما وراثيا يسعى لتخليد ذاته ، فلوحقت حتى لم أعرف يوما كنت فيه غير مهدد بالاعتقال ، وسجنت طويلا عدة مرات ، وعرفت في سجني نوعية الرجال الذين خرقوا قانون ونظام الاستبداد ، لا أقصد بهم القلة من السجناء السياسيين ( المثقفين )، بل أيضا وأهم منهم السجناء العاديين ( الجنائيين ) الذين فاقوهم رجولة وتحديا ، في زمن لم يك للفكر والثقافة دورا أساسيا ، فالكل يعرف لكنه جبان وخانع ، ما كنا نحتاجه يومها ليس الفكر بل الشجاعة ، وهؤلاء الجنائيون امتلكوا الجرأة وفكروا في خرق النظام والقانون ، ليس حبا في الجريمة بل رجولة وتحديا وفق منطق يقول : طالما أن الحاكم الظالم وحاشيته فوق القانون يسرق ويهرب ويرتشي ويخطف ويغتصب ويسلب ، فلنا أيضا الحق في فعل ذلك ( فالناس على دين ملوكهم ) ، وإذا كان هو قد اغتصب السلطة التي تحميه من القانون فنحن أيضا لدينا من الشجاعة و الذكاء الذي يجعلنا نخرقه ونغتصب حصتنا وحقنا … وإذا كان الموظف لدى النظام يقدم الولاء والخنوع مقابل تهريبه من مواجهة القانون فيرتشي ويختلس وهو صاغر لأنه بحماية الأمن ، فنحن نسلب عنوة ونهرب جهارا ونسترد ما سرق منا بأيدينا ومراجلنا ضاربين عرض الحائط بالنظام المجرم ، حتى لو سمينا باسمه ، نحن نتحدى نظاما قضائيا القاضي فيه أوسخ من المتهم ، نظاما فاسدا مفسدا لا يطيعه الا الجبناء والأغبياء… إنها ديمقراطية الفساد التي سبقت الثورة عليه …

Continue reading